الرسالة ٧٠: إلى سهل بن حُنَيف الانصاري
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٧٠: إلى سهل بن حُنَيف الانصاري

 البحث  الرقم: 312  المشاهدات: 2956
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حُنَيف الانصاري، وهو عامله على المدينه، في معنى قوم من أهلها لحقوا بمعاوية
أَمَّا بَعْدُ،
فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِمَّنْ قِبَلَكَ (1) يَتَسَلَّلُونَ (2) إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَلاَ تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ، وَيَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ، فَكَفى لَهُمْ غَيّاً ضلالاً
.">(3)، وَلَكَ مِنْهُمْ شَافِياً، فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى والْحَقِّ، وَإِيضَاعُهُمْ (4) إِلَى الْعَمَى وَالْجَهْلِ، وَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا، وَمُهْطِعُونَ إِلَيْهَا (5) قَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَرَأَوْهُ، وَسَمِعُوه ُووَعَوْهُ، وَعَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ، فَهَرَبُوا إِلَى الْأَثَرَةِ، فَبُعْداً لَهُمْ وَسُحْقاً (6)!!
إِنَّهُمْ ـ وَاللهِ ـ لَمْ يَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ، وَلَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ، وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللهُ لَنَا صَعْبَهُ، يُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَهُ (7)، إِنْ شَاءَ اللهُ،
وَالسَّلاَمُ.

الهوامش

1- قِبَلك ـ بكسر ففتح ـ أي عندك.
2- يتسلّلون: يذهبون واحداً بعد واحد.
3- غَيّاً: ضلالاً.
4- الإيضاع: الإسراع.
5- مُهْطِعُون: مسرعون.
6- الأثَرَة ـ بالتحريك ـ: اختصاص النفس بالمننفعة وتفضيلها على غيرها بالفائدة. والسُحْق ـ بضم السين ـ: البُعْد.
7- حَزْنُهُ ـ بفتح فسكون ـ أي خَشِنُه.



الفهرسة