الرسالة ٥١: إلى عماله على الخراج
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٥١: إلى عماله على الخراج

 البحث  الرقم: 293  المشاهدات: 3577
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج
مِنْ عَبْدِاللهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَصْحَابِ الْخَرَاجِ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَحْذَرْ مَا هُوَ صَائرُ إِلَيْهِ لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ مَا يُحْرِزُهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا كُلِّفْتُمْ يَسِيرٌ، وَأَنَّ ثَوَابَهُ كَثِيرٌ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيَما نَهَى اللهُ عَنْهُ مِنَ الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ عِقَابٌ يُخَافُ لَكَانَ فِي ثَوَابِ اجْتِنَابِهِ مَا لاَ عُذْرَ فِي تَرْكِ طَلَبِهِ.
فَأَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَاصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ، فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ (1) الرَّعِيَّةِ، وَ وُكَلاَءُ الْأُمَّةِ، وَسُفَرَاءُ الْأَئِمَّةِ.
وَلاَ تَحشمُوا (2) أَحَداً عَنْ حَاجَتِهِ، وَلاَتَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ (3)، وَلاَ تَبِيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَلاَ صَيْفٍ، وَلاَ دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا (4)، وَلاَ عَبداً، وَلاَ تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَمٍ (5)، وَلاَ تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، مُصَلٍّ وَلاَ مُعَاهَدٍ مُصَلٍّ
وَلاَ مُعَاهَد: أراد (بالمصلّي) المسلم، و (بالمعاهد) الذمي الذي لابد من الوفاء بعهده.">(6)، إِلاَّ أَنْ تَجِدُوا فرَساً أَوْ سِلاَحاً يُعْدى بِهِ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ ذلِكَ فِي أَيْدِي أَعْدَاءِ الْإِسْلاَمِ، فَيَكُونَ شَوْكَةً عَلَيْهِ.
وَلاَ تَدَّخِرُوا منع
) فعداه بنفسه لمفعولين، أي لا تمنعوا أنفسكم شيئاً من النصيحة.">(7) أَنْفُسَكُمْ نَصِيحَةً، وَلاَ الْجُنْدَ حُسْنَ سِيرَةٍ، وَلاَ الرَّعِيَّةَ مَعُونَةً، وَلاَ دِينَ اللهِ قُوَّةً، وَأَبْلُوا (8) فِي سَبيلِ اللهِ مَا اسْتَوْجَبَ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدِ اصْطَنَعَ (9) عِنْدَنَا وَعِنْدَكُمْ أَنْ نَشْكُرَهُ بِجُهْدِنَا، وَأَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

الهوامش

1- الخُزّان ـ بضم فزاي مشددة ـ: جمع خازن، والخُزّان يخزنون أموال الرعِيّة في بيت المال لتنفق في مصالحها.
2- لا تُحْشِموا أحَداً: لا تغضبوه، من أحشَم يحشم.
3- الطِلبَة ـ بالكسر وبفتح الطاء واللام ـ: المطلوب.
4- دابّة يعتملون عليها: المراد أنها تلزمهم لأعمالهم في الزرع وحمل الأثقال.
5- لمكان دِرْهَم: لأجل الدراهم.
6- مُصَلٍّ وَلاَ مُعَاهَد: أراد (بالمصلّي) المسلم، و (بالمعاهد) الذمي الذي لابد من الوفاء بعهده.
7- ادخر الشيء: استبقاه، لا يبذل منه، لوقت الحاجة، وضمن "ادخر"هاهنا معنى (منع) فعداه بنفسه لمفعولين، أي لا تمنعوا أنفسكم شيئاً من النصيحة.
8- أَبْلُوا: أدوا، يقال: أبليته عذراً أي أديته إليه.
9- يقال: اصطنعت عنده، أي طلبت منه أن يصنع لي شيئاً.



الفهرسة