الخطبة ١٢٨: وهو ممّا كان يخبر به عن الملاحم
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ١٢٨: وهو ممّا كان يخبر به عن الملاحم

 البحث  الرقم: 129  المشاهدات: 3599
قائمة المحتويات ومن كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم (1) بالبصرة
يَا أَحْنَفُ، كَأَنِّي بِهِ وَقَدْ سَارَ بِالْجَيْشِ الَّذِي لاَ يَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَلاَ لَجَبٌ (2)، وَلاَ قَعْقَعَةُ لُجُمٍ (3)، وَلاَ حَمْحَمَةُ خَيْلٍ (4)، يُثِيرُونَ الْأَرْضَ بِأَقْدَامِهِمْ كَأَنَّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ. قال الشريف: يومىء بذلك إلى صاحب الزّنْج. ثمّ قال عليه السلام: وَيْلٌ لِسِكَكِكُمُ الْعَامِرَةِ (5)، وَدُورِ الْمُزَخْرَفَةِ الَّتِي لَهَا أَجْنِحَةٌ (6) كَأَجْنَحَةِ النُّسُورِ، وَخَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ (7) الْفِيَلَةِ، مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ لاَ يُنْدَبُ قَتِيلُهُمْ، وَلاَ يُفْقَدُ غَائِبُهُمْ. أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا، وَقَادِرُهَا بِقَدْرِهَا، وَنَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا.

منه في وصف الاتراك


كَأَنِّي أَرَاهُمْ قَوْماً كَأَنَّ وَجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ (8)، يَلْبَسُونَ السَّرَقَ (9) وَالدِّيبَاجَ، وَيَعْتَقِبُونَ ويمنعونها غيرهم.">(10) الْخَيْلَ الْعِتَاقَ، وَيَكُونُ هُنَاكَ اسْتِحْرَارُ القتل
: اشتداده.">(11) قَتْلٍ، حَتَّى يَمْشِيَ الْمَجْرُوحُ عَلَى الْمَقْتُولِ، وَيَكُونَ الْمُفْلِتُ أَقَلَّ مِنَ المَأْسُورِ! فقال له بعض أصحابه: لقد أَعطيت يا أميرالمؤمنين علم الغيب! فضحك عليه السلام، وقال للرجل ـ وكان كلبياً: يَا أَخَا كَلْبٍ، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْب، وَإِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ، وَإِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَمَا عَدَّدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ...) الْآية، فَيَعْلَمُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الْأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، وَقَبِيحٍ أَوْ جَمِيلٍ، وَسَخِيٍّ أَوْ بَخِيلٍ، وَشَقيٍّ أَوْ سَعِيدٍ، وَمَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً؛ فَهذَا عَلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ، وَمَا سِوَى ذلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللهُ نَبِيَّهُ فَعَلَّمَنِيهِ، وَدَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي، وَتَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي (12).

الهوامش

1- الملاحم: جمع مَلْحمة، وهي الوقعة العظيمة.
2- اللّجَب: الصياح.
3- اللّجُم: جمع لجام. وقَعْقَعَتها: ما يسمع من صوت اضطرابها بين أسنان الخيل.
4- الحَمْحَمَة: صوت البِرْذَوْن عند الشعير.
5- سكك ـ جمع سكّة ـ: الطريق المستوي.
6- أجنحة الدّور: رواشنها. وقيل: إن الجناح والرّوْشَنَ يشتر كان في إخراج الخشب من حائط الدار إلى الطريق بحيث لا يصل إلى جدار آخر يقابله، وإلاّ فهو الساباط، ويختلفان في أنّ الجناح توضع له أعمدة من الطريق بخلاف الرّوْشن.
7- الخراطيم: الميازيب تطلى بالقار.
8- المَجَانّ المُطَرّقة: النعال التي أُلْزِقَ بها الطِّرَاق ـ ككتاب ـ وهو جلد يُقَوّر على مقدار الترس ثم يُلْزَق به.
9- السَرَق ـ بالتحريك ـ: شقق الحرير الأبيض.
10- «يَعْتَقِبون الخليلَ العِتاقَ»: يحبسون كرائم الخليل ويمنعونها غيرهم.
11- استحرار القتل: اشتداده.
12- تَضْطَمّ: هو افتعال من الضمّ، أي وتنضمّ عليه جوانحي. والجوانح: الأضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر. وانضمامها عليه: اشتمالها على قلب يعيها.



الفهرسة