الخطبة ١٩٦: بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ١٩٦: بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 البحث  الرقم: 197  المشاهدات: 4885
قائمة المحتويات ومن خطبة له عليه السلام

بعثة النبي


بَعَثَهُ حِينَ لاَ عَلَمٌ قَائِمٌ، وَلاَ مَنَارٌ سَاطِعٌ، وَلاَ مَنْهَجٌ وَاضِحٌ.

العظة بالزهد


أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ، بِتَقْوَى اللهِ، وَأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا، فإِنَّهَا دَارُ شُخُوصٍ (1)، وَمَحَلَّةُ تَنْغِيصٍ، سَاكِنُهَا ظَاعِنٌ، وَقَاطِنُهَا بَائِنٌ (2)، تَمِيدُ (3) بِأَهْلِهَا مَيَدَانَ السَّفِينَةِ تَقْصِفُهَا (4) الْعَوَاصِفُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ، فَمِنْهُمُ الْغَرِقُ الْوَبِقُ هلك عند تكسر السفينة، ومنهم من بقيت فيه الحياة فنجا.">(5)، وَمِنْهُمُ النَّاجِي عَلى بُطُونِ الْأَمْوَاجِ، تَحْفِزُهُ (6) الرِّيَاحُ بِأَذْيَالِهَا، وَتَحْمِلُهُ عَلى أَهْوَالِهَا، فَمَا غَرِقَ مِنْهَا فَلَيْسَ بِمُسْتَدْرَكٍ، وَمَا نَجَا مِنْهَا فَإِلَى مَهْلَكٍ!
عِبَادَ اللهِ، الْآنَ فَاعْلَمُوا، وَ الْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ، وَ الْأَبدَانُ صَحِيحَةٌ، وَ الْأَعْضَاءُ لَدْنَةٌ (7)، وَالْمُنقَلَبُ الضلال
إلى الهدى في هذه الحياة.">(8) فَسِيحٌ، وَالْمَجَالُ عَرِيضٌ، قَبْلَ إِرْهَاقِ (9) الْفَوْتِ (10)، وَحُلُولِ الْمَوْتِ، فَحَقّقُوا عَلَيْكُمْ نُزُولَهُ، وَلاَ تَنْتَظِرُوا قُدُومَهُ.

الهوامش

1- الشُخُوص: الذهاب والانتقال إلى بعيد.
2- بائن: مبتعد منفصل.
3- تَمِيد: تضطرب اضطراب السفينة.
4- تقصفها: تكسرها الرياح الشديدة.
5- الوَبِق ـ بكسر الباء ـ: الهالك، أي منهم من هلك عند تكسر السفينة، ومنهم من بقيت فيه الحياة فنجا.
6- تَحْفِزه: أي تدفعه.
7- اللَدْن ـ بالفتح ـ: اللين.
8- المُنْقَلَب ـ بفتح اللام ـ: مكان الانقلاب من الضلال إلى الهدى في هذه الحياة.
9- أرهقه الشيء: أعجله فلم يتمكن من فعله.
10- الفَوْت: ذهاب الفرصة بحلول الأجل.



الفهرسة