عرف
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » عرف

 البحث  الرقم: 1629  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2728
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- المعرفة والعرفان: إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم، ويضاده الإنكار، ويقال: فلان يعرف الله ولا يقال: يعلم الله متعديا إلى مفعول واحد، لما كان معرفة البشر لله هي بتدبر آثاره دون إدراك ذاته، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل به بتفكر، وأصله من: عرفت. أي: أصبت عرفه. أي: رائحته، أو من أصبت عرفه. أي: خده، يقال عرفت كذا. قال تعالى:﴿ فلما جاءهم ما عرفوا ﴾[البقرة/89]،﴿ فعرفهم وهم له منكرون ﴾[يوسف/58]،﴿ فلعرفتهم بسيماهم ﴾[محمد/30]،﴿ يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ﴾[البقرة/146]. ويضاد المعرفة الإنكار، والعلم الجهل. قال:﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ﴾[النحل/83]، والعارف في تعارف قوم: هو المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى، يقال: عرفه كذا. قال تعالى:﴿ عرف بعضه وأعرض عن بعض[التحريم/3]، وتعارفوا: عرف بعضهم بعضا. قال:﴿ لتعارفوا ﴾[الحجرات/13]، وقال:﴿ يتعارفون بينهم ﴾[يونس/45]، وعرفه: جعل له عرفا. أي: ريحا طيبا. قال في الجنة:﴿ عرفها لهم ﴾[محمد/6]، أي: طيبها زينها (انظر وضح البرهان بتحقيقنا 2/235) لهم، وقيل: عرفها لهم بأن وصفها لهم، وشوقهم إليها وهداهم. وقوله:﴿ فإذا أفضتم من عرفات ﴾[البقرة/198]، فاسم لبقعة مخصوصة، وقيل: سميت بذلك لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحواء (وهذا قول الضحاك: انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام 1/306)، وقيل: بل لتعرف العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. والمعروف: اسم لكل فعل يعرف بالعقل أو الشرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما. قال:﴿ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر[آل عمران/104]، وقال تعالى:﴿ وأمر بالمعروف وانه عن المنكر[القمان/17]،﴿ وقلن قولا معروفا ﴾[الأحزاب/32]، ولهذا قيل للاقتصاد في الجود: معروف؛ لما كان ذلك مستحسنا في العقول وبالشرع. نحو:﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف[النساء/6]،﴿ إلا من أمر بصدقة أو معروف ﴾[النساء/114]،﴿ وللمطلقات متاع بالمعروف[البقرة/241]، أي: بالاقتصاد والإحسان، وقوله:﴿ فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ﴾[الطلاق/2]، وقوله:﴿ قول معروف ومغفرة خير من صدقة ﴾[البقرة/263]، أي: رد بالجميل ودعاء خير من صدقة كذلك، والعرف: المعروف من الإحسان، وقال:﴿ وأمر بالعرف ﴾[الأعراف/199]. وعرف الفرس والديك معروف، وجاء القطا عرفا. أي: متتابعة. قال تعالى:﴿ والمرسلات عرفا ﴾[المرسلات/1]، والعراف كاكاهن إلا أن العراف يختص بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والعريف بمن يعرف الناس ويعرفهم، قال الشاعر: - 316 - بعثوا إلي عريفهم يتوسم (هذا عجز بيت، وشطره: أو كلما وردت عكاظ قبيلة والبيت لطريف بن تميم العنبري، وهو في اللسان (عرف)؛ وكتاب سيبويه 2/378؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي 2/389) وقد عرف فلان عرافة: إذا صار مختصا بذلك، فالعريف: السيد المعروف قال الشاعر: - 317 - بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا * عريفهم بأثافي الشر مرجوم (البيت لعلقمة بن عبدة، وهو في ديوانه ص 64؛ والمفضليات ص 401؛ واللسان (عرف)) ويوم عرفة يوم الوقوف بها، وقوله:﴿ وعلى الأعراف رجال ﴾[الأعراف/ 46]، فإنه سور بين الجنة والنار، والاعتراف: الإقرار، وأصله: إظهار معرفة الذنب، وذلك ضد الجحود. قال تعالى:﴿ فاعترفوا بذنبهم ﴾[الملك/11]،﴿ فاعترفنا بذنوبنا ﴾[غافر/11].


الفهرسة