ذو
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » ذو

 البحث  الرقم: 1517  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2744
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- ذو على وجهين: أحدهما: يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنى ويجمع، ويقال في المؤنث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلا مضافا، قال:﴿ ولكن الله ذو فضل[البقرة/251]، وقال:﴿ ذو مرة فاستوى ﴾[النجم/6]،﴿ وذي القربى ﴾[البقرة/83]،﴿ ويؤت كل ذي فضل فضله ﴾[هود/3]،﴿ ذوي القربى واليتامى ﴾[البقرة/177]،﴿ إنه عليم بذات الصدور ﴾[الأنفال/43]،﴿ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ﴾[الكهف/18]،﴿ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ﴾[الأنفال/7]، وقال:﴿ ذواتا أفنان ﴾[الرحمن/48]، وقد استعار أصحاب المعاني الذات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النفس والخاصة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب (انظر ما كتبناه في ذلك في تحقيقنا كتاب (وضح البرهان في مشكلات القرآن) للنيسابوري عند قوله تعالى:﴿ حتى عاد كالعرجون القديم ﴾سورة يس: آية 39). والثاني في لفظ ذو: لغة لطيئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجر، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد (وفي ذلك قال ابن مالك في ألفيته: ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا (ذو) عند طيىء شهر)، نحو: - 171 - وبئري ذو حفرت وذو طويت *** (هذا عجز بيت، وشطره: فإن الماء ماء أبي وجدي وهو لسنان بن فحل الطائي. والبيت في الفرائد الجديدة للسيوطي 1/184؛ وشفاء العليل في إيضاح التسهيل 1/227؛ وشرح المفصل 3/147؛ والأمالي الشجرية 2/306) أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنى منهن إلا هاتا، فيقال: هاتان. قال تعالى:﴿ أرأيتك هذا الذي كرمت علي[الإسراء/62]،﴿ هذا ما توعدون ﴾[ص/53]،﴿ هذا الذي كنتم به تستعجلون ﴾[الذاريات/14]،﴿ إن هذان لساحران ﴾[طه/63]، إلى غير ذلك﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون ﴾[الطور/14]،﴿ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون ﴾[الرحمن/43]، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذاك) و (ذلك) قال تعالى:﴿ آلم ذلك الكتاب[البقرة/1 - 2]،﴿ ذلك من آيات الله[الكهف/17]،﴿ ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى ﴾[الأنعام/131]، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين: أحدهما. أن يسكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي)، فالأول نحو قولهم: عما ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لما لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر: - 172 - دعي ماذا علمت سأتقيه (هذا شطر بيت، وعجزه: ولكن بالمغيب نبئيني وهو من شواهد سيبويه 1/405؛ ولم يعرف قائله، وهو في الخزانة 6/142؛ واللسان (ذا)؛ وهمع الهوامع 1/84) أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى:﴿ ويسئلونك ماذا ينفقون ﴾[البقرة/219]؛ فإن من قرأ:﴿ قل العفو ﴾(وبها قرأ جميع القراء إلا أبا عمرو. انظر: الإتحاف ص 157) بالنصب فإنه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنه قال: أي شيء ينفقون؟ ومن قرأ:﴿ قل العفو ﴾(وهي قراءة أبي عمرو) بالرفع، فإن (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى:﴿ ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين ﴾[النحل/24]، و (أساطير) بالرفع والنصب (وقراءة الرفع هي الصحيحة المتواترة. وبها قرأ القراء العشر، أما قراءة النصب فهي شاذة).


الفهرسة