الحسين بن عبد الصمد بن محمد
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » الحسين بن عبد الصمد بن محمد

 البحث  الرقم: 3461  المشاهدات: 2179
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (68): " الشيخ عز الدين الحسين بن عبد
الصمد بن محمد الحارثي الهمداني العاملي الجبعي والد شيخنا البهائي، كان عالما
ماهرا، محققا مدققا، متبحرا، جامعا، أديبا، منشئا، شاعرا، عظيم الشأن، جليل
القدر، ثقة، ثقة، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني. له كتب منها: كتاب
الأربعين حديثا، ورسالة في الرد على أهل الوسواس سماها العقد الحسيني،
وحاشية الارشاد، ورسالة رحلته وما اتفق في سفره وديوان شعره، وشرح الرسالة
الألفية، ومناظرة لطيفة مع بعض فضلاء حلب في الإمامة سنة 951، ورسالة سماها
تحفة أهل الايمان في قبلة عراق عجم وخراسان، رد فيها على الشيخ علي بن عبد
العالي العاملي الكركي، حيث أمرهم أن يجعلوا الجدي بين الكتفين وغير محاريب
كثيرة مع أن طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيرا، وكذا عرضها، فيلزم
انحرافهم عن الجنوب إلى المغرب كثيرا، ففي بعضها كالمشهد، بقدر نصف
المسافة خمس وأربعين درجة وفي بعضها أقل، وله رسائل أخر.
وكان سافر إلى خراسان، وأقام بالهراة مدة وكان شيخ الاسلام بها ثم انتقل
إلى البحرين وبها مات سنة 984 وكان عمره 66 سنة.
وقد أجاز الشيخ الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة، نقلنا منها كثيرا
في هذا الكتاب قال في أولها:
ثم إن الأخ في الله المصطفى في الاخوة المختار في الدين المرتقي عن
حضيض التقليد إلى أوج اليقين الشيخ الامام العالم الأوحد، ذا النفس الطاهرة
الزكية والهمة الباهرة العلية والأخلاق الزاهرة الانسية عضد الاسلام والمسلمين
عز الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم المتقي المتفنن خلاصة الأخيار
الشيخ عبد الصمد بن الشيخ الامام شمس الدين محمد الشهير الجبعي أسعد
الله جده (وجدد سعده وكبت عدوه وضده) ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي
ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي، حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه، وحصل
بفضله السبق على سائر أترابه وأقرانه، وصرف برهة من زمانه في تحصيل هذا
العلم، وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم، فقرأ على هذا الضعيف وسمع
كتبا كثيرة (إنتهى).
ثم إنه ذكر أنه أجاز إجازة عامة وقد رأيت نسخة التهذيب التي بخط
الشيخ حسين المذكور وهي التي قابلها عند الشهيد بالنسخة التي بخط الشيخ
الطوسي ورأيت مجلدين من النسخة التي بخط الشيخ الطوسي، أيضا بين كتب
الشهيد الثاني وعليها خط الشيخ حسين بأنه قابل بها.
ولما مات رثاه ولده بقصيدة غراء ورثاه جماعة من الشعراء، ومن شعره قوله:
من قصيدة طويلة:
محمد المصطفى الهادي المشفع في * يوم الجزاء وخير الناس كلهم
كفاك فضل كمالات خصصت بها * أخاك حتى دعوه بارئ النسم
والبيض في كفه سود غوائلها * حمر غلائلها تدلي على القمم
بيض متى ركعت في كفه سجدت * لها رؤس هوت من قبل للصنم
ولا ألومهم إن يحسدوك فقد * جلت نعالك منهم فوق هامهم
مناقب أدهشت من ليس ذا نظر * وأسمعت في الورى من كان ذا صمم
من لم يكن ببني الزهراء مقتديا * فلا نصيب له في دين جدهم
أقصر حسين فلا تحصى فضائلهم * لو أن في كل عضو منك ألف فم
ومن قصيدة ولده يرثيه قوله:
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى بعدكم واها
يا ثاويا بالمصلى من قرى هجر * كسيت من حلل الرضوان أضفاها
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت * ثلاثة كن أمثالا وأشباها
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها * جودا وأعذبها طبعا وأصفاها
حويت من درر العلياء ما حويا * لكن درك أعلاها وأغلاها
ويا ضريحا سما فوق السماء علا * عليك من صلوات الله أزكاها
فاسحب على الفلك الاعلى ذيول علا * فقد حويت من العلياء أعلاها ".


الفهرسة