الحديث
المسار الصفحة الرئيسة » الحديث » وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال سمعت أبا …

 الرقم: 22845  المشاهدات: 1917
قائمة المحتويات وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة، وكان لازما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يرق له وينظر إلى حاجته وغربته، فيقول: يا سعد، لو قد جاءني شيء لاغنيتك، قال: فأبطأ ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاشتد غم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسعد، فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من غمه بسعد، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) ومعه درهمان، فقال له: يا محمد ان الله قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد، أفتحب أن تغنيه؟ فقال له: نعم، فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه، ومره أن يتجر بهما.
قال: فأخذهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينتظره، فلما رآه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سلم قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال له سعد: والله ما أصبحت أملك ما أتجر به، فأعطاه النبي (صلّى الله عليه وآله) الدرهمين، فقال له: اتجر بهما وتصرف لرزق الله، فأخذهما سعد ومضى مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى صلى معه الظهر والعصر، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد.
قال: فأقبل سعد لا يشتري بالدرهم (1) إلا باعه بدرهمين، ولا يشتري شيئا بدرهمين إلا باعه بأربعة دراهم، وأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته، فاتخذ على باب المسجد موضعا جلس فيه وجمع تجارته إليه.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول: يا سعد، شغلتك الدنيا عن الصلاة، فيقول: ما أصنع، أضيع مالي هذا رجل قد بعته فاريد أن أستوفي منه، وهذا رجل قد اشتريت منه فأريد أن أوفيه.
قال: فدخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله قد علم بغمك بسعد، فأيما أحب إليك، حاله الاولى أو حاله هذه؟ فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله): يا جبرئيل بل حاله الاولى قد أذهبت دنياه بآخرته، فقال: له جبرئيل (عليه السلام): إن حب الدنيا والاموال فتنة ومشغلة عن الآخرة، قال: قل لسعد: يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه، فإن أمره سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولا.
قال: فخرج النبي (صلّى الله عليه وآله) فمر بسعد، فقال له: يا سعد أما تريد أن ترد علي الدرهمين اللذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى ومائتين، فقال له: لست أريد منك يا سعد الا درهمين فأعطاه سعد درهمين.
قال: وأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع، وعاد إلى حاله التي كان عليها.

المصادر

الكافي 5: 312 | 38.

الهوامش

1- في المصدر: بدرهم شيئا.



الفهرسة