الحديث
المسار الصفحة الرئيسة » الحديث » محمد بن الحسين الرضي في نهج البلاغة عن امير المؤمنين عليه السلام في كلام له في حض اصحابه على …

 الرقم: 19988  المشاهدات: 1603
قائمة المحتويات محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن امير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له في حض اصحابه على القتال: فقدموا الدارع، وأخّروا الحاسر، وعضوا على الاضراس، فانه انبى للسيوف عن الهام، والتووا في اطراف الرماح فانه امور (1) للاسنة، وغضوا الابصار فانه اربط للجأش واسكن للقلوب، وأميتوا الاصوات فانه أطرد للفشل، ورايتكم فلا تميلوها ولا تجعلوها ولا تجعلونها الا بأيدي الشجعان منكم، فإنّ الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها حفافيها وورائها وأمامها لا يتأخرون عنها فيسلموها ولا يتقدمون عليها فيفردوها، أجزأ امرؤ قرنه وآسى أخاه بنفسه، ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، وأيم الله لو فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة، أنتم لهاميم العرب والسنام الاعظم إن في الفرار موجدة الله، والذل اللازم، والعار الباقي، وإن الفار غير مزيد في عمره، ولا محجوب بينه وبين يومه، من رائح إلى الله كالظمآن يرد الماء، الجنة تحت أطراف العوالي، اليوم تبلى الاخبار، اللهّم فإن ردّوا الحق فافضض جماعتهم، وشتت كلمتهم، وأبسلهم بخطاياهم، إنّهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم، وضرب يفلق الهام ويطيح العظام ويبدد السواعد والاقدام وحتى يرموا بالمناسر (2) تتبعها المناسر، ويرموا بالكتائب تقفوها الجلائب (3) حتى يجر بلادهم الخميس يتلوه الخميس، وحتى تدعق (4) الخيول في نواحي أرضهم وبأعنان مساربهم ومسارحهم.

المصادر

نهج البلاغة 2: 4 | 120.

الهوامش

1- مار السنان: اضطرب ولم يصب هدفه، انظر (الصحاح ـ مور ـ 2: 820).
2- المنسر: قطعة من الجيش تمر امام الجيش الكبير (الصحاح ـ نسر ـ 2: 827).
3- اجلبوا: تجمعوا، مثل احلبوا (الصحاح ـ جلب ـ 1: 100).
4- دعقت الخيل: اكثرت الوطء (الصحاح ـ دعق ـ 4: 1474).



الفهرسة