الرسالة ٥٤: إلى طلحة والزبير، مع عمران بن الحصين الخزاعي
Path Home » Nahj al-Balagha » الكتب » الرسالة ٥٤: إلى طلحة والزبير، مع عمران بن الحصين الخزاعي

 Search  No.: 296  Visits: 1128
Table Of Content ومن كتاب له عليه السلام إلى طلحة والزبير (مع عمران بن الحصين الخزاعي) ذكره أبوجعفر الإسكافي في كتاب (المقامات) في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام.
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ عَلِمْتُما، وَإِنْ كَتَمْتُما، أَنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي، وَلَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي.
وَإِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَنِي وَبَايَعَنِي، وَإِنَّ العَامَّةَ لَمْ تُبَايِعْنِي لِسُلْطَان غَالِبٍ، وَلاَ لِعَرَضٍ (1) حَاضِرٍ، فَإِنْ كُنْتُما بَايَعْتُمانِي طَائِعَيْنِ، فارْجِعَا وَتُوبَا إِلَى اللهِ مِنْ قَرِيبٍ، وَإِنْ كُنْتُما بَايَعْتُمانِي كَارِهَيْنِ، فَقَدْ جَعَلْتُما لِي عَلَيْكُمَا السَّبِيلَ (2) بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ، وَإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ، وَلَعَمْرِي مَا كُنْتُمَا بِأَحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ بِالتَّقِيَّةِ وَالْكِتْمانِ، وَإِنَّ دَفْعَكُمَا هذَا الْأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلاَ فِيهِ، كَانَ أَوْسَعَ عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْهُ، بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِهِ.
وَقَدْ زَعَمْتُما أَنِّي قَتَلْتُ عُثْمانَ، فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنِّي وَعَنْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِىءٍ بَقَدْرِ مَا احْتَمَلَ.
فَارْجِعَا أَيُّهَا الشَّيْخَانِ عَنْ رَأْيِكُمَا، فَإِنَّ الْآنَ أَعْظَمَ أَمْرِكُمَا الْعَارُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْتَمِعَ الْعَارُ وَالنَّارُ،
السَّلاَمُ.

Footnotes

1- العَرَض ـ بالتحريك ـ: هو المَتاع وما سوى النَقْدَيْن من المال.
2- جعلتما لي عليكما السبيل: أي الحجّة.



القتل (1)، الوسعة (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)