الرسالة ٦٧: إلى قُثَمِ بن العباس (رحمه الله)
Path Home » Nahj al-Balagha » الكتب » الرسالة ٦٧: إلى قُثَمِ بن العباس (رحمه الله)

 Search  No.: 309  Visits: 1423
Table Of Content ومن كتاب كتبه عليه السلام إلى قُثَمِ بن العباس وهو عامله على مكة
أَمَّا بَعْدُ، فَأَقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ (1)، وَاجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ (2)، فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ، وَعَلِّمِ الْجَاهِلَ، وَذَاكِرِ الْعَالِمَ.
وَلاَ يَكُنْ لَكَ إِلَى النَّاسِ سَفِيرٌ إِلاَّ لِسَانُكَ، وَلاَ حَاجِبٌ إِلاَّ وَجْهُكَ، وَلاَ تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا، فَإِنَّهَا إِنْ ذِيدَتْ للمجهول
من ذاده يذوده: إذا طرده ودفعه.">(3) عَنْ أَبْوَابِكَ في أَوَّلِ وِرْدِهَا (4) لَمْ تُحْمَدْ فيِما بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا.
وَانْظُرْ إِلَى مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اللهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ (5) مِنْ ذَوِي الْعِيَالِ وَالْمَجَاعَةِ، مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ الْفَاقَةِ (6) وَالْخَلاَّتِ (7)، وَمَا فَضَلَ عَنْ ذلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا.
وَمُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَلاَّ يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) فَالْعَاكِفُ: الْمُقيِمُ بِهِ، وَالْبَادِي: الَّذِي يَحُجُّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ. وَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِمَحَابِّهِ (8)،
وَالسَّلاَمُ.

Footnotes

1- أيّام الله: هي التي عاقب فيها الماضين على سوء أعمالهم.
2- العَصْرَان: هما الغَداة والعشيّ على سبيل التغليب.
3- ذِيدَتْ أي: دُفِعَت ومُنِعَت، مبني للمجهول من ذاده يذوده: إذا طرده ودفعه.
4- وِرْدَها ـ بالكسر ـ: ورودها.
5- قِبَلَكَ ـ بكسر ففتح ـ أي: عِندك.
6- الفَاقَة: الفقر الشديد.
7- الخَلّة ـ بالفتح ـ: الحاجة.
8- مَحَابّ ـ بفتح الميم ـ: مواضع محبته من الأعمال الصالحة.



قثم بن العباس (2)، الجهل (2)، مدينة مكة المكرمة (2)، الحج (1)، العكوف (1)